Page 30 - web
P. 30

‫ضيف العدد‬

           ‫نظمت جامعة نايف العربية‬                              ‫رئاسة النيابة العامة المغربية ندوة علمية عن «العقوبات البديلة‬
           ‫بالشراكة مع رئاسة النيابة‬                            ‫للعقوبات السالبة للحرية» في العاصمة المغربية الرباط سنة‬
        ‫العامة المغربية الندوة العلمية‬                          ‫‪ ،2022‬بمشاركة عدد من المتخصصين والقانونيين في الدول‬
            ‫الرابعة «العقوبات البديلة‬                           ‫العربية‪ ،‬ونتج عنها مجموعة من التوصيات التي تلائم طبيعة‬
           ‫للعقوبات السالبة للحرية»‪،‬‬                            ‫القوانين بالدول العربية‪ ،‬كيف تمت الاستفادة من هذه التوصيات‬
            ‫وخلصت إلى مجموعة من‬
           ‫التوصيات التي تم الأخذ بها‬                                                     ‫على صعيد المغرب والدول العربية‪.‬‬
            ‫بعين الاعتبار في توجهاتنا‬
         ‫التشريعية في مجال السياسة‬                              ‫كان لنا شرف كبير في المشاركة‪ -‬إلى جانب ثلة من المسؤولين‬
        ‫العقابية في المملكة المغربية‬                            ‫والقانونيين وكذا الخبراء‪ -‬في أشغال هذه الندوة الهامة التي تم‬
                                                                ‫تنظيمها من طرف جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالشراكة‬
‫مجموعه ‪ 98673‬نزي ًاًل‪ ،‬خاصة وأن نصف الساكنة السجنية محكوم‬       ‫مع رئاسة النيابة العامة خلال الفترة الممتدة من ‪ 28‬إلى ‪30‬‬
‫بعقوبات قصيرة المدة لا تتجاوز في أغلبيتها ثلاث سنوات‪ ،‬الشيء‬     ‫يونيو ‪ 2022‬تحت عنوان «الندوة العلمية الرابعة؛ العقوبات البديلة‬
‫الذي يؤثر على العديد من البرامج والخدمات المعدة من قبل الإدارة‬  ‫للعقوبات السالبة للحرية»التي تم من خلالها تسليط الضوء حول‬
                                                                ‫الممارسات الفضلى في مجال بدائل العقوبات السالبة للحرية‪،‬‬
                                         ‫المكلفة بالسجون‪.‬‬       ‫لأجل التخفيف من حالات الاعتقال الاحتياطي في صفوف الرشداء‬
           ‫ويمكن إجمال مضامين هذا المشروع فيما يلي‪:‬‬
‫	 إقرار عقوبات بديلة حددت في العمل لأجل المنفعة‬                         ‫والأحداث‪ ،‬وتطوير أداء منظومة العدالة الجنائية الوطنية‪.‬‬
‫العامة والمراقبة الإلكترونية وفرض تدابير تأهيلية أو علاجية‬
‫كالخضوع لعلاج نفسي أو العلاج من الإدمان على الكحول‬              ‫وقد خلصت هذه الندوة بعرض مجموعة من التوصيات‬
‫والمخدرات والمؤثرات العقلية وأخرى تقييدية كعدم الاقتراب‬         ‫المهمة التي تم الأخذ بها بعين الاعتبار في توجهاتنا التشريعية‬
‫من الضحية والخضوع للمراقبة لدى مصالح الشرطة والدرك‬              ‫في مجال السياسة العقابية ببلادنا‪ ،‬كما تم استحضار عدد‬
‫الملكي والخضوع لتكوين أو تدريب وغيرها‪ ،‬كما تم في إطار‬           ‫من المعطيات والاعتبارات أثناء إعداد مشروع القانون المتعلق‬
‫إقرار العدالة التصالحية إضافة عقوبة إصلاح الأضرار الناتجة عن‬    ‫بالعقوبات البديلة والمتمثلة أساس ًا في التوجيهات الملكية السامية‬
                                                                ‫لاسيما تلك المضمنة في خطاب جلالة الملك محمد السادس‬
                                               ‫الجريمة‪.‬‬         ‫بتاريخ ‪ 20‬أغسطس ‪ 2009‬بمناسبة الذكرى ‪ 56‬لثورة الملك والشعب‪،‬‬
‫	 توسيع دائرة الاستفادة من العقوبات البديلة لتشمل الجنح‬         ‫وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة‪ ،‬ومخرجات الحوار الوطني حول‬
‫الصادر بشأنها عقوبة لا تزيد على خمس سنوات حب ًسا‪ ،‬مع‬            ‫إصلاح منظومة العدالة ومناظرة مكناس حول السياسة الجنائية‬
‫استثناء بعض الجنح الخطيرة كجرائم الفساد المالي وجرائم‬           ‫المنظمة سنة ‪ ،2004‬زيادة على اقتراحات العديد من المؤسسات‬
‫أمن الدولة والإرهاب والجرائم العسكرية والاتجار الدولي في‬        ‫والهيئات المعنية‪ ،‬وكذا ما أقرته المعايير الدولية ذات الصلة‪ ،‬سواء‬
‫المخدرات والاتجار في المؤثرات العقلية والاتجار في الأعضاء‬       ‫في مجال تعزيز الحقوق والحريات‪ ،‬أو في إطار توجهات العدالة‬
‫البشرية‪ ،‬وكذا الاستغلال الجنسي للقاصرين أو الأشخاص في‬           ‫الجنائية الحديثة‪ ،‬وتمت إحالة هذا المشروع على المجلس الحكومي‬

                                                                    ‫الذي صادق عليه في اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪ 08‬يونيو ‪.2023‬‬

                                                                ‫ويسعى هذا المشروع إلى وضع إطار قانوني متكامل للعقوبات‬
                                                                ‫البديلة‪ ،‬سواء من حيث تأصيلها وفق القواعد الموضوعية لمجموعة‬
                                                                ‫القانون الجنائي المرتبطة بالعقاب‪ ،‬أو من خلال وضع آليات وضوابط‬
                                                                ‫إجرائية على مستوى قانون المسطرة الجنائية تهم تتبع وتنفيذ‬
                                                                ‫العقوبات البديلة‪ ،‬كما يهدف إلى إيجاد حلول للإجرام البسيط وفق‬
                                                                ‫مقاربة تأهيلية وإدماجية بعيدة عن السجن وغرس روح المواطنة‬
                                                                ‫والواجب والالتزام خاصة من خلال عقوبة العمل من أجل المنفعة‬
                                                                ‫العامة‪ ،‬زيادة على المساهمة في الحد من حالات الاكتظاظ داخل‬
                                                                ‫المؤسسات السجنية التي وصل عدد نزلائها إلى شهر يونيو ‪ 2023‬ما‬

                                                                                                                                  ‫‪30‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35